غرائــــــــــــــــــــب
--------------------------------------------------------------------------------
زوج شاب.. أب لثلاثة أطفال.. كان يعيش مع اسرته حياة هادئة يميزها الكفاح المتواصل من أجل توفير حياة كريمة.. لكن البلطجية استكثروا عليه ان يعيش هكذا.. خاصة بعد ان رفض الانصياع لمنهجهم الإجرامي.. تربصوا به بعد خروجه من الصلاة في المسجد.. انهالوا عليه بالسيوف.. مزقوه.. قطعوا أنفه.. ثم تركوه يواجه مصيره الحزين مع زوجته المسكينة وأطفاله.. يبحثون عن حلم بعيد.. شفاء الزوج واعادة وجهه الي طبيعته.. لكن!
المأساة حزينة.. أترك زوجته تحكيها لكم بدموعها كما عاشتها ومازالت تعيشها.
زوجة شابة.. الحزن رسم خريطة استبدت بملامح وجهها الجميل.. الخوف يعتصرها من المصير المجهول الذي ينتظرها خلال الأيام القادمة.. فهي تعيش مأساة تنوء بحملها الجبال!
حبست مني دموعها في مقلتيها بصعوبة.. حاولت ان تلملم شتاتها.. وبدأت تحكي مأساتها.. قالت مني.
حطمونا!
منذ 15 سنة.. عرفته.. شابا مكافحا.. مهذبا.. يعرف ربنا حق المعرفة..بعد قصة حب تزوجنا.. كنت اشعر وانا معه كأني في الجنة رغم ضيق ذات اليد وقتها.. لم يكن في وسعه توفير شقة مناسبة نعيش تحت سقفها.. لكن حبنا كان اقوي من هذه الظروف.. بالفعل صبرنا.. وكافحنا حتي اتفقنا مع صاحب عمارة علي شراء شقة تمليك بمنطقة 'ميامي'.. لم يف صاحب العمارة بوعده لتسليمنا الشقة في الموعد الذي حدده لنا.. واعطانا موعدا آخر.. لم نعترض.. لكن علم بذلك عمي وولداه الذين يقيمون بمحرم بك.. فهم دائمو التردد علينا بحكم ظروفهم المعيشية الصعبة.. وزوجي 'جلال' كان عطوفا عليهم.. كريما في استقبالهم وضيافتهم.. كان يعتبرهم أهله لانه وحيد ليس له اشقاء.. تدخل ابنا عمي عبدالرحمن ومحمد وعرضا علينا ان ندفع لهما مبلغ خمسة آلاف جنيه مقابل ان يسلمانا الشقة من صاحب العمارة رغما عنه.. لكننا رفضنا وأكدنا ان الأمور تسير بشكل طبيعي مع صاحب العمارة وليس بيننا ما يدعو الي اللجوء للعنف.. ونحن بطبيعتنا لانحب المشاكل ونرفضها تماما.
..عاود الشقيقان الكرٌّة بطلبهما مبلغ لخمسة آلاف جنيه منا لينفذا هذه المهمة.. ونحن صممنا علي الرفض.. وفي الموعد المحدد تسلمنا الشقة من صاحب العمارة بالود وبدون مشاكل.. وبدأنا نرتب أمورنا لتسديد الأقساط المتفق عليها في موعدها.. لم يخطر ببالنا ان ابني عمي قد اضمرا في أنفسهما السوء لنا انا وزوجي* المسالم* لم نتوقع انهما يخططان للانتقام من جلال بوحشية بشعة لا لجريمة ارتكبها سوي انه رفض ان يشجعهما علي ممارسة البلطجة ودفع الاتاوة لهما.. الله ينتقم منهم حطمونا..د مرونا!
تبكي مني بحرقة وهي تستعيد مشاهد بشعة تحاول ازاحتها من خاطرها.. لكن الأحداث المرة ترفض ان ترحل عنها.. بعد قليل تتماسك وتستطرد قائلة:
استغاثة!
كان زوجي يعاني من 'مغص مراري' دائما يهاجمه.. فيضطره الي الراحة قليلا حتي تسكن الآلام.. فهو يعمل موظفا باحدي شركات البلاستيك صباحا.. وسائق علي السيارة التاكسي التي نملكها بعد الظهر يجوب بها شوارع الاسكندرية بحثا عن لقمة العيش ولم يتركها الا عندما يغلبه النوم.. لاهم له في الحياة سوي توفير حياة كريمة لي ولأولادنا الأطفال محمد وعمرو ومريم.. حتي جاء اليوم الذي لم تتوقعه!
تكمل مني الحكاية قائلة:
عصر يوم 16/7/..2006 كانت آلام المغص تهاجم جلال.. لكنه تماسك وقرر أن ينزل لدفع قسط الشقة لمالك العمارة بمنطقة محرم بك.. توقف بالسيارة التاكسي امام مسجد بشارع أمير مصطفي ونزل منه لآداء فريضة صلاة العصر.. بعد ان انتهي من آداء الصلاة.. أجبرته الآلام علي القاء جسده علي كرسي بجوار المسجد.. في تلك الأثناء لمحه ابنا عمي.. فهما من أبناء المنطقة.. أحضرا السيوف وهاجماه.. انهالا عليه ضربا بها بينما كان زوجي يستغيث بالناس لانقاذه من الموت.. لكن في النهاية سقط مدرجا وسط بركة من الدماء.. قطعا أنفه ليحدثا به عاهة مستديمة.. واصاباه بجرح قطعي شديد بالرأس وجرح آخر عميق بذراعه الأيسر مع قطع بالعضلة الثلاثية مع اشتباه بكسر عظمة العضو الأيسر.
*تمسح مني دموعها وهي ترتعد من هول المشهد ثم تقول:
تجمع الناس حول زوجي بعد فرار البلطجية بسيوفهم.. ضربوا كفا بكف وهم يصبون اللعنات علي المعتدين فهم يعرفونهما جيدا، معروفان بشغبهما وممارسة العنف والبلطجة بالمنطقة.
تم نقل زوجي الي المستشفي الأميري في حالة سيئة جدا.. وهناك تم ابلاغ قسم شرطة محرم بك وتم تحرير محضر برقم 66 أحوال ..2006 قرر فيه زوجي ما حدث واتهم ابني عمي بالاعتداء الوحشي عليه.. وايضا قيامهما بسرقة مبلغ 11 الف جنيه قيمة قسط العمارة من تابلوه السيارة التاكسي عقب ضرب جلال.. بعد ايام تم ضبط المتهمين واحالتهما الي نيابة محرم بك وباشر معهما التحقيق وائل البلاصي وكيل النيابة وامر بحبسهما علي ذمة التحقيق اربعة أيام تم تجديدها الي 45 يوما اخري بعد ذلك فوجئنا بقرار المحكمة بالافراج عن المتهمين.. وبالفعل خرجا يعيشان في حرية كأن شيئا لم يحدث.. بينما زوجي مازال طريح الفراش.. يبكي مأساته.. وجهه المشوه.. انفه المبتورة التي تحتاج لعدة عمليات تجميل كبيرة لمحاولة اصلاح بعض ما افسده البلطجية.. لكن هذا طبعا امر صعب جدا بل مستحيل.. والصورة لاتكذب..!
*قدمت لي صورة لجلال زوجها قبل الحادث.. وصور اخري توضح بشاعة المأساة بعد الحادث والحكم لكم!
تستطرد مني قائلة:
الآن فقدنا كل شيء.. تشويه وجه زوجي واحداث عاهة مستديمة له.. وظيفته بالشركة.. وأخيرا الاحساس بالأمان.. فنحن الآن نعيش في رعب من تهديدات هذين البلطجيين.. التي زادت بعد الافراج عنهما.. لم يتم حتي الان القصاص منهما بسيف العدالة..فماذا ننتظر بعد ذلك؟.. انتظر ان يقتلوا زوجي.. او يقتلوني.. انا اعيش في رعب خوفا علي اطفالي الثلاثة.. ماذا نفعل والعام الدراسي بدأ الان؟
اخشي ان اترك أطفالي يتوجهون الي مدارسهم ولايعودون لنا.. يخطفهم البلطجيان او يقتلاهم.. صدقوني انا اعيش في رعب شديد..
*ماذا تطلبين الآن؟!
*اوجه استغاثة عاجلة الي المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام لسرعة اصدار قرار احالة المتهمين الي المحاكمة الجنائية ربما تهدأ نارنا وأيضا صدور قرار بمنعهما من السفر خارج البلاد لأنني علمت انهما يخططان للهرب.. كما ارجو ان نشعر بالأمن.. وان يضع المسئولون عن الأمن بالاسكندرية حلا لهذين البلطجيين يحمونا منهما.. هي ارواحنا مش مسئولة منهم برضه؟!
منقول
الأحد أغسطس 24, 2008 2:43 pm
